تابعونا
|
دورة بعنوان (  دورة التخطيط الشخصي. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  سلسلة التجارب : اللقاء - 6 - تجربتي في طب العيون. )   في جانب - علوم الفكر والثقافة -   دورة بعنوان (  التخطيط الاستراتيجي باستخدام بطاقة الأداء المتوازن. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  خطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  تدوين الفوائد. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  إنشاء وتشغيل متجر إلكتروني عبر أمازون السعودية. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  كيف تختار تخصصك الجامعي. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  الإكسل المالي. )   في جانب - المجال الشخصي -  

ما رأيك في تصميم الموقع ؟

قائمة الدخول
خطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال
اسم الملقي:    د.خالد بن سعود الحليبي
التاريــخ:    14/6/2021
المكان :    عبر تطبيق Zoom
تحميــل الملف :     لا يوجد ملف مرفق للمنشط
تقريـر المــنشط    

خطر الألعاب الإلكترونية

في الآونة الأخيرة ومع تزايد انتشار الوسائط المتعددة وتنافس شركات الألعاب للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المشتركين، أصبحت الألعاب الإلكترونية أقرب إلى العالم الحقيقي للأطفال، بسبب المحاكاة والتفاعل والتأثير البصري والصوتي، ولكن لهذه الألعاب خطر حقيقي تتركه في الأبناء، وتؤثر على حياتهم ومستقبلهم وصحتهم، ولأجل هذا أقامت مؤسسة "كفاءات الماجد" للآباء والأمهات ضمن برنامج "نبلاء" التابع للمؤسسة، والذي يهدف إلى بناء شخصية متزنة، وتعزيز القيم والسلوكيات والخصال الحميدة لدى أبناء الأسرة، وتتميم مكارم الأخلاق، دورة بعنوان "خطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال"، قدمها الدكتور: خالد بن سعود الحليبي، للتعريف بخطر إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية، وكيفية معالجتها وإيجاد البدائل المناسبة لهم، يوم الاثنين 4/11/1442هـ الموافق: 14/6/2021م عبر منصة زوم الافتراضية، من الساعة 9:00 وحتى الـ 11:00 مساءً.

استهل الدكتور خالد حديثه في هذه الدورة بقوله: كلامنا اليوم عن خطر الألعاب الإلكترونية، ولابد من الكلام بدايةً عن علاقاتنا بالشاشات الإلكترونية، لا ننكر بأن التقنية نظمت أوقاتنا وأعطت لنا الكثير من الفرص التعليمية والتدريبية، وأننا نقضي الساعات بالتعليم والعمل من خلالها، لكن الطفولة يجب أن تستثمر، وإبعادها عن إدمان هذه الألعاب أمر واجب على كل أب وأم؛ لما لها من خطر بالغ في تعبئة عقل الطفل وكبت لقدراته، ووأدٍ لمهاراته.

يقول التربويون: إن المراحل الأولى للطفل وتحديداً في عمر الخمس أو الست سنوات هي أكثر سنوات العمر ثراءً، وأن 80% من شخصية الطفل يمكن أن تبنى في هذه المرحلة، ولكن قد يقول قائل بأن هذا ضرب من المبالغة، ويمكن أن نرد على من يقول هذا بالتساؤلات التالية: ألا يتعلم الطفل في هذه المرحلة لغته؟ ألا يتعلم دينه؟ ألا يتعلم الصواب من الخطأ والفضائل والأخلاق، الجواب: هو بلى..، ولكن الملاحظ وللأسف أن هذه الفترة مهدرة أمام هذه الألعاب، وهي تؤثر في الصحة وفي طريقة التفكير والأدوار التي يلعبها الطفل، ويكفي أنها تهمل المهمة الأولى وهي بناء الشخصية.

 

أشار المدرب إلى بعض المعلومات الدماغية المهمة التي يجب على الآباء والأمهات والمهتمين بالتربية أن يعرفوا شيئا منها، فقال: إن دماغ الطفل ينمو منذ أن يكون جنينًا في بطن الأم، وعندما يولد يكون وزن الدماغ 400جم، ومع استمرار الحياة يصل إلى 1400جم، وهنا سؤال يأتي: ما هي أهم مرحلة وأخطر مرحلة في نمو دماغ الطفل؟، الجواب: الثلاث السنوات الأولى، حيث ينمو دماغ الطفل بنسبة 75% بهذه المرحلة، وفي سن العشر سنوات يصل إلى 90%، وأما سن البلوغ فيصل إلى 100%، فالثلاث السنوات الأولى، يجب أن يتم ضخ القيم والمبادئ للطفل والتي ستستمر معه إلى مدى الحياة، وهذه مرحلة مهمة للطفل، فيها يتعلم الأخلاق والقدرة على التعلم والتعايش مع الآخرين وغيرها من المهارات، ولكن مع الأسف الشديد لا تُستغل هذه المرحلة عند بعض الأطفال فتضيع في الأطفال في الألعاب الإلكترونية، فيصبحون من المنكفئين على أنفسهم، ويفتقدون المهارات الأساسية؛ وذلك بسبب انعزالهم عن المجتمع. وقد ذكر عن "جوبز" وهو مخترع شركة "apple" الشهيرة، إذ يظن البعض أن بيته تملؤه الشاشات من كل ناحية، لكن الواقع غير ذلك، فقد سأله أحد الصحفيين عن علاقة أولاده بالأجهزة الإلكترونية، فقال: لا يعرفونها!، ثم سئل: ماذا يصنعون؟ قال: أعطيهم كتابًا يقرؤونه، وفي نهاية اليوم أعود لمناقشته معهم، وليس هو فقط يعمل ذلك، بل أساطين الأجهزة هكذا يتعاملون مع أطفالهم.

أشار المدرب إلى قضية مهمة جدًا مرتبطة بالآية الكريمة: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} وهي الرقابة الذاتية، فقال: يجب أن يكون هناك اهتمام بهذا الجانب، ولنعلم أننا لا نستطيع أن نراقب أولادنا صباحًا ومساءً سرًا وجهرًا مراقبة تهتك خصوصيتهم، وتتلصص على أسرارهم، ولذلك لا بد من تعظيم الرقابة الذاتية في نفوسهم؛ حتى يكون ذلك درعاً حصيناً لهم من تلك الأمور الهدامة التي حتما سيتعرضون لها في ظل هذه الانفتاح التقني، ولكن لنعلم أيضا بأن الغفلة عن الأولاد هي التي أدت إلى تمرد الطفل وعصيانه وتعرضه للضرر والابتزاز.

 

يتساءل البعض: هل هناك شيء اسمه إدمان الألعاب الإلكترونية؟ نعم؛ فمنظمة الصحة العالمية حسمت هذه المشكلة، فقالت بأن هناك إدمان، وأنه خطر، وأنه أُضيف إلى الاضطرابات النفسية، فيصلُ بعضهم إلى التشنجات والصرع، كما يؤثر في العين والرقبة والعمود الفقري، ومن المعلوم أن اللعب عند بعض الأطفال يستمر لساعات طويلة وأشكال وأنواع من الألعاب، وأحيانًا يلعب مع بشر حقيقيين من دول وبقاعة مختلفة: من كندا وآخر من الهند وذاك من بريطانيا، وهذا يسبب تأثيرًا حقيقيًا على سلوك الأطفال وتصرفاتهم وقد يصل في أحايين كثيرة إلى معتقداتهم والشك في الأصول الإيمانية، وإذا كنا نقول بأن العدوى التي تكون بين الأصدقاء والقرناء لا يمكن أبدًا أن ينجو منها أحدًا، إلا أن يشاء الله، فلا بد أن تُعدِيه ويعديك وتتأثر منه ويتأثر منك = وهذا من جنسه، إذ إن الولد يقضي مع من يلعب معه ساعات طوال، يتحدثون في أمور عامة وخاصة، يكونون صداقات وعلاقات؛ فيتأثرون بهم ويأخذون طباعهم وتصرفاتهم وحركاتهم، وهذا لعمري من أخطر النوازل الهدامة المستجدة على الأولاد في الآونة الأخيرة.

وقد قال الشاعر

وبلوت أخبار الرجال فلم أجد  ***   رجلًا يؤثرُ دون أن يتأثرا

إلا النبي محمدًا فجعلته       ***    أثري وسرت على هداه مكبرا

 

قال المدرب: لابد أن يفهم البعض بأن الكلام على بعض الألعاب بأنها سيئة لا يكفي، وليس هدفنا كذلك أن نحدّ من الوقت فقط، ولا أن نراقب المحتوى رغم أن هذا مطلب واجب علينا، لكن المهم أن نشغل أولادنا عن هذه الألعاب، فماذا صنعتَ لتجعل ابنك يحب أشياء أخرى ويعمل أشياء أخرى؟ هل جعلته مستشارًا لمكتبك العقاري؟ أم جعلته متطوعًا في جمعية خيرية؟ هل أعطيته كتابًا وأقنعته بالقراءة لتجعله مدمن كتاب بدل أن يكون مدمًنا للألعاب؟ هل اطلعت الأم على هاتف ابنها لتعلم ماذا يشاهد وإلى ماذا يستمع؛ لتعالج ذلك بالأسلوب المناسب؟ المهم هو أن تشغله بأي شيء مفيد له

 

ضرب المدرب مثالاً لبعض قنوات الأطفال اليوتيوبية ذات المحتوى الهزيل، لها مليار مشاهدات على اليوتيوب، وهناك تفاعل كبير معها؛ تعرض للأطفال تصرفات خاطئة وكلمات بذيئة، وحركات غير لائقة بأسلوب مرح ومضحك، كما يعرضون حياتهم اليومية على هذه القناة أشبه ما يكون ببث مباشر لحياتهم: أين يذهبون، ماذا يعملون، مع من يتكلمون؛ فيتسمر أولادنا أمام هذه الشاشة ليشاهدوا هذه اللقطات الفارغة فيتأثرون بذلك، فيتعطل تفكيرهم، ويتجمد الإبداع لديهم، ثم قال: إن الضرر الأكبر الذي ينتج من مشاهدة هذه القدوات السيئة هو أنه يغرس عند الأطفال شعوراً أن هذه الحياة لعب ولهو في كل الأوقات، فلا يلتزمون بعد ذلك بأمر، ولا ينجزون واجباً، ولا يذاكرون درسا، ولذلك لابد من إيجاد البدائل المناسبة للطفل، فيمكن للأب أن يأتي لابنه بألعاب تنمي المخ وتنشط الجسد بعيدًا عن الأجهزة نهائيًا وخارجة عن نطاق الضوء، وأن تكون قادرة على تنمية مهارة من المهارات؛ كالترتيب والتشكيل والبناء وغيره، وأن تعلق قلب ولدك بالكتاب، ويبدأ بالكتاب القماشي "وهو كتاب ينفع للرُّضَّع؛ حيث إنه مصنوع كله من قماش على هيئة كتاب ليحبه الطفل ويتعود على شكله" وثم الانتقال للكتاب الكرتوني وفيه بعض الصور والكلمات؛ لأن الطفل يبدأ يتعلم النطق، ثم التدرج بتخفيف الصور وزيادة الكلمات حتى يتم التخلص من الصور نهائيًا.

ذكر المدرب بأن منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السعودية قد أقرت وحددت الوقت اللازم ليقضيه الأطفال والمراهقون أمام شاشات التلفاز وذلك على النحو التالي:

1. السنة الأولى والثانية يجب ألا يتعامل الأطفال معها نهائيًا.

2. من ثلاث سنوات إلى سبع سنوات ساعة واحدة فقط في اليوم ويمكن أن تكون مفرقة.

3. من سبع سنوات وأعلى يجب ألا يزيد عن ساعتين.

 

لابد أن يعرف الأبوان دورهما في هذه المشكلة، ولابد أن يتدخلا في إيجاد الحلول والبدائل، ولابد من عمل بعض الإجراءات للحد من المشكلة؛ منها:

- استبدال الشاشات الصغيرة بشاشة كبيرة وهذا يساعد الطفل في تعديل جلسته، وتحاشي إصابة رقبته وعموده، وكذلك الاطلاع على ما يلعبه الطفل.

- الاتفاق على عدد ساعات الأطفال مع اللعب، وكذلك معرفة رقم الرمز للدخول في هاتفه؛ لأجل المراقبة بين فترة وأخرى، وكذلك لا مانع من اللعب معه لأجل اكتشاف ماهية الألعاب.

- استبدال الألعاب السيئة التي تميت التفكير وتقتل الإبداع بأخرى أفضل وأفيد.

- إثراء الحياة الإيمانية في النفس، والتنبيه من الغفلة والتذكير بالله تعالى.

- تحذيره من خطر المواد المقرصنة والتعرض للمحاسبة القانونية.

- المحافظة على صحة الطفل من الأجهزة قدر الإمكان بأن يشغل النور في المكان الذي يلعب فيه ولا يجعله يلعب في الظلام وأن تكون بينه وبين الشاشة مسافة كافية.

- عدم القطع النهائي للتقنية عن المراهقين، إنما تعليمهم ضبط أوقاتهم وضبط انفعالاتهم من الأجهزة.

- لابد من زيادة أوقات الجلوس مع أطفالك وعدم الانشغال الكلي.

 

وقبل الختام ذكر المدرب أمراً في غاية الأهمية، حيث قال: يجب على كل أب وأم أن يَعلما أن هناك ما يسمى بالابتزاز الإلكتروني، وهو محاولة شخص أو أكثر الإيقاع بشخص من خلال نشر صور أو محادثات أو لقطات فيديو للضحية أُخذت أو سُجلت من خلال المحادثات المكتوبة أو المرئية، ثم بعد فترة تقوم هذه العصابة بالابتزاز المالي والجسدي للضحية، مقابل الستر عليه وعدم النشر، ولهذا لابد من توعية أولادنا بخطر هؤلاء وألا يرسلوا لأي شخص لا يعرفونه صوراً، ولا يناقشوا المسائل الخاصة مع أي أحد أثناء اللعب أو المحادثة عبر وسائل التواصل، وأن يخبروا والديهم إذا قام أحد بابتزازهم؛ ليتم رفع الأمر إلى الجهات المختصة بالسلامة والأمن الإلكتروني لملاحقة أمثال هؤلاء.

شهدت هذه الدورة إقبالا في عدد الحضور، حيث بلغ عدد المشاركين والمشاركات في هذه الدورة أكثر من 56 شخصا.

معـــرض الصور    
معرض الفيــــــديو
خطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال
  

دورة قدمها د. خالد بن سعود الحليبي؛ إحدى مناشط برنامج... الـمـزيد