ما رأيك في تصميم الموقع ؟
لكي يصل الإنسان إلى ما يريد من غايات وأهداف دون تخبّط وعشوائية، أو فوضى، ينبغي عليه أن يتّخذ له قدوة توجهه وترشده إلى الطريق الصحيح؛ لتحقيق هذه الغايات، وهذا القائد عليه من الواجبات والمسؤوليات والالتزامات تجاه مَن يوجههم ويرشدهم الكثير والكثير، وقد تتمثّل هذه الالتزامات: باستمرارية الدفع، والتشجيع لهم لإنجاز عدد من الأهداف المحددة، كما أنّ له سمات خاصة تؤهله للقيام بهذا الدور الهام.
وقد أقامت كفاءات دورة للمرحلة المتوسطة والثانوية بعنوان: (أساسيات القيادة) قدمها ابن العم الأستاذ بدر بن تركي التركي للحديث عن تعريف القيادة، والقائد، ومدى أهمية هذا الدور، وصفاته، وأهم المهارات التي يمتلكها القائد، وكيف يتحاور القائد وينصت بفاعلية، وذلك يوم الإثنين القادم 15-4-1442 - 30-11-2020، عبر منصة Zoom الافتراضية.
استهل الأستاذ بدر هذه الدورة بالتعريف بأساسيات القيادة: وبدأ ذلك بالوقوف على معنى كلمة القيادة والقائد:
فالقيادة: هي "عملية التأثير على سلوك الآخرين، كأفراد، وجماعات، نحو إنجاز وتحقيق الأهداف المرغوبة"، ممّا يتوجّب على هذا القائد الاتّصاف بصفات تتضمّن: الجرأة، ووجود رسالة يرغب في تأديتها، وأن يكون قادرًا على مواجهة الحقائق.
أمّا القائد: فهو "الشخص الذي يستخدم نفوذه وسلطته وقوته ومهاراته ليؤثّر على سلوك وأداء وتوجّهات الأفراد من حوله؛ لإنجاز الأهداف والغايات".
وذكر الأستاذ بدر أن عملية القيادة تنطوي على عدد من الأهداف: والتي بدورها تتعلق بالفريق الذي يدعمه القائد، مثل تعزيز الروح المعنوية للموظف، ورفع مستوى الكفاءة في العمل، وتحقيق الأهداف الموضوعة، وتحديد الرؤية المستقبلية، والاستمرارية، ومواكبة التغيّرات المحيطة بالفريق.
ثم أشار إلى أن للقائد الناجح سمات ينبغي التحلّي بها: مثل التواصل الجيد مع الآخرين، والتحلّي بالثقة في النفس، وامتلاك القدرة على بناء فريق عمل متعاون ومتفاهم، وحُسن اختيار الأشخاص، والنظرة الثاقبة المستقبلية، والتحفيز، والتشجيع، والتفويض، والقدرة على اتخاذ القرارات.
وأوضح أنه من خلال هذه الصفات: تبرز شخصية القائد الناجح، وهو لا يختلف عن غيره إلّا بها، كما أنّ القيادة في ذاتها ميزة وليست صفة روحية؛ فهي عملية مادية ينبغي لمس أهدافها وتأثيرها على فريق العمل.
ثم أكد على أن من القواعد الأساسية التي تدفع القائد لتطوير مستواه القيادي: أن يؤمن بنفسه، وقدرته على تطوير مهاراته القيادية، ويكون لديه طموح للتميّز، والحصول على الدعم من الآخرين في عملية التطوّر للوصول إلى مستويات أعلى للقيادة، وتحدّي الذّات، والتغلّب على نقاط الضعف لديه.
وذكر أن للقائد الناجح كذلك ممارسات من الناحية الفاعلية: مثل حث الآخرين على تبنّي القيم المشتركة، وتحفيز الإلهام للآخرين للمساعدة على إبراز الأفكار، ورفع روح التحدّي، وتمكين الآخرين من العمل، وتقدير مساهمات فريق العمل، وكافة هذه الممارسات يكون لها الأثر البالغ على الأشخاص، خاصةً إذا شارك القائد في هذه الفعاليات.
استطرد الأستاذ بدر في الحديث حول مهارة التخطيط التي تعتبر من أهم المهارات الأساسية للقائد، فقال: إن القدرة على التخطيط؛ تؤدي إلى رفع كفاءة العاملين، والقدرة على تنظيم الموارد والإمكانيات، والمساعدة على نمو وتطور أداء فريق العمل، وكذلك تحديد الأهداف، ومن شروطها تحديد زمن تنفيذ الخطة، وأن تكون واقعية، وقابلة للتحقق، وقابلة للقياس، وكذلك حُسن إدارة الوقت.
وفي حديث النّبي ﷺ: «اغتنم خمسًا قبل خمس؛ شبابك قبل هرمَك، وصحّتك قبل سقمَك، وغِناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» بيان واضح لكيفية إدارة الإنسان لوقته.
وإدارة الوقت عادة؛ والعادة هي النقطة التي تلتقي فيها المعرفة والمهارة والرغبة؛ حيث تُعتبر خليط متوازن من هذه الركائز الثلاث، وإدارة الأولويات؛ وهي عملية منظمة يتم من خلالها توزيع الوقت والموارد على الأعمال التي تعود بالنتائج المرجوّة.
وفي الأثر عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: "كان رسول الله ﷺ يُقبل بوجهه وحديثه على شرّ القوم يتألّفه بذلك، وكان يُقبل بوجهه وحديثه عليّ حتى ظننت أنّي خير القوم" وهذا الأثر قد جمع أهم صفات القائد المحاور الناجح، وآداب الحوار.
وبين بعد ذلك أن من هذه الآداب: التعامل بالحسنى مع المخالف، واختيار الوقت والمكان المناسب لتحقيق الغاية من الحوار، ومراعاة المقاصد الإيجابية لدى الطرف الآخر، والإنصاف والعدل مع الخصوم.
وأكد كذلك على أن من أهم الصفات الواجب توافرها في المحاور الناجح: إتقان فن الإنصات، والاستماع للآخر، واللباقة في التعامل، واختيار العبارات الواضحة، والقليلة، التي تجذب المتلقّي، والتحلّي بالهدوء، والثقة بالنفس، وسرعة البديهة، وضبط النفس، والتواضع، ودماثة الخُلُق، والظهور بمظهر مرتّب وحسن.
وختم الأستاذ بدر حديثه: موضحاً أهم النقاط المستفادة من هذه الدورة: والتي من أهمها: ضرورة تطوير الإنسان لذاته ومهاراته وقدراته بشكل مستمر؛ فقد يمارس الإنسان عملية القيادة سواءً في العمل أو في البيت، ممّا يتطلّب امتلاك عدد من الصفات القيادية التي تدعم أفراد العائلة أو فريق العمل وتؤثر فيهم.
كما يتطلّب ذلك: تحسين مستوى الحوار، من خلال الإحاطة بآدابه، وأخلاقياته، وما يتطلّبه من صفات.
كما أنّ من أهم صفات القيادة المعنوية: مواجهة الشخص لذاته، والوقوف على نقاط الضعف لديه، ومحاولة تقويتها وتطويرها، ومرونة التعامل مع الإشكاليات التي قد تواجهه في الحياة، كل ذلك يتطلّب التحلّي بصفات القيادة، من عزيمة، وإصرار، وتحديد الغاية والأهداف المطلوبة؛ حتى لا يتخبّط الإنسان خلال حياته سواءً العملية أو العائلية.
بلغ عدد المشاركين في هذه الدورة أكثر من 26 شخصا.
