تابعونا
|
دورة بعنوان (  دورة التخطيط الشخصي. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  سلسلة التجارب : اللقاء - 6 - تجربتي في طب العيون. )   في جانب - علوم الفكر والثقافة -   دورة بعنوان (  التخطيط الاستراتيجي باستخدام بطاقة الأداء المتوازن. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  خطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  تدوين الفوائد. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  إنشاء وتشغيل متجر إلكتروني عبر أمازون السعودية. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  كيف تختار تخصصك الجامعي. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  الإكسل المالي. )   في جانب - المجال الشخصي -  

ما رأيك في تصميم الموقع ؟

قائمة الدخول
اللقاء الثامن للصالون الفكري: كيف يتلقى المفكر العلم؟
اسم الملقي:    أ. عادل الماجد
التاريــخ:    28/10/2020
المكان :    عبر تطبيق Zoom
تحميــل الملف :     لا يوجد ملف مرفق للمنشط
تقريـر المــنشط    

لازالت الأفكار هي العنصر الفعال في تسيير حياة الإنسان عبر الأجيال، وذلك أن حياتك من صنع أفكارك؛ وتبقى الأمة فقيرةً ضعيفةً إذا كانت فقيرة الفكر والخيال والإبداع، ولو ملكت ثروات الأرض كلها؛ وفي هذا السياق لازال الأستاذ (عادل بن أحمد الماجد) حفظه الله ضمن مناشط "برنامج مثقف" التابع لمؤسسة "كفاءات آل ماجد" والذي يسعى إلى تميز أبناء الأسرة في الجانب الثقافي، من خلال التوعية بأهمية الثقافية، واللقاءات المنهجية التي ترسخ الثقافة وتبني المثقف، يتابع سلسلة لقاءاته في (الصالون الفكري)، والتي عُني فيها بمعالجة العلم والفكر وصناعة العالم والمفكر والمثقف؛ في سلسلة شيقةٍ ماتعةٍ، يحاول فيها الإجابة عن القضايا التي تخص الفكر والمفكر وأدواته؛ بأسلوبٍ رشيقٍ، وطَرْحٍ هادفٍ، بعيدٍ عن الابتذال أو المزايدة، وهو في هذا بلغ بنا (اللقاء الثامن)، والذي كان بعنوان: «كَيْفَ يَتَلَقَّى الْمُفَكِّرُ الْعِلْمَ؟» المنعقد يوم الأربعاء 11 ربيع الأول 1442هـ الموافق 28 أكتوبر 2020، من الساعة الـ 7:45 مساء وحتى الـ 9:15 عبر تطبيق Zoom.

استهل الأستاذ عادل حديثه بما انتهى إليه في اللقاءات السابقة؛ من كيفية السيطرة على الجوانب العقلية والنفسية والشعورية والدافعية وتوجيها الاتجاه البناء؛ لتدخل عالم العلم والمعرفة من بابه الواسع.

ثم ذكر تخصيصه اللقاء الثامن لجانب (التلقي)، وذكر أن المفكر أو طالب العلم مادته المعلومات؛ فهي أوله وآخره ورأس ماله، وانتقل إلى كيفية الوصول للمعلومة الصحيحة النافعة بأقصر الطرق، مجيبًا في حواره الشيق على السؤال الأهم والمعادلة الصعبة: (كُيف أُنجِز أعلى إنجاز بأقل جُهد؟) بعدما استمع لبعض تجارب المُتدربين والمستمعين، وذكر أنه لا ينبغي على المستمع أن يركن للطريق المعتاد لنيل المعلومة، الذي أوجزه السياق القرآني في ثلاث كلمات: (السمع والبصر والفؤاد)، والثلاثة توصل إلى المقروء والمسموع؛ وصولًا إلى (التفكير الذاتي الإبداعي، البناء النافع للفرد والأمة) عن طريق الفؤاد.

الأمر الذي حدى بالأستاذ عادل إلى إيضاح ضرورة إخضاع كل ما هو مقروء ومسموعٍ إلى دراسةٍ فاحصةٍ؛ ليستخرج الباحث الحق من بين ركام الباطل؛ ولا يلق سمعه لكل أحدٍ، ودعا القرَّاء إلى إعادة القراءة والقراءة ثم القراءة، وقال بأنه في كل مطالعة لنفس النص ستختلف رؤيتنا ومحصلتنا للنص المقروء، فالنصوص ما هي إلا أحاجي وألغاز تكمن خلف أستارها اللفظية جوهر المعنى، ويبين أن النصوص يستعملها الإنسان ليرى من خلالها ذاته، كذلك تستعمله النصوص لترى ما تخفيه بين طياتها، وليس المقصد أخذ النص والتسليم لما يقره الكاتب أو المؤلف في كتاباته، فهو بشر يصيب ويخطئ، بل المغزى يكمن بالصفح عما سيكتشفه القارئ في نفسه من خلال قراءته فلا يوجد نص مطلق الصحة، لذا ينبغي على القارئ أن يغوص في بحر الأفكار ليكتشف الدرر الثمينة التي يشير إليها النص بعد عرضها على ميزان الشريعة، وعلى ميزان الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة.

أوضح الأستاذ أنَّ أي مُتخصصٍ فِي أي مجالٍ كان، يواجهه ثلاثة جهات:

(الأولى: عرض الأفكار)، و(الثانية: مناقشتها)، و(ثالثها: الاستدلال عليها)، ثم شرع الأستاذ في ضرب الأمثلة لذلك، ومعالجة الخبرات الحياتية الشخصية والعامة في إيضاح هذه الجهات الثلاث.

وقال موضحا في الجهة الأولى: لَا بُدَّ أن يعرف المفكر والمثقف وطالب العلم مصدر الكتاب، وجودته، وثقة العلماء فيه، ومميزاته وعيوبه.

وفي الجهة الثانية: نبه الأستاذ أنه يجب على المفكر وطالب العلم ألا يتلقى من المعلومات إلى ما كان صحيحًا مؤكدًا، فليس كل ما علمه المفكر أو عرفه ينبغي أن يقال أو ينشر، بل إن بعض المعلومات بقاؤها مستترة خير من إظهارها، فالمعلومات المشكوك فيها الغير موثوقة لا ينبغي الخوض ولا الغوص فيها.

وفي الجانب الإبداعي، وأوضح الأستاذ أنه غاية الغاية، وزبدة النهاية، وهدف كل مثقف ومفكر؛ ونبه في ذلك إلى ملحوظةٍ تحل الكثير من الإشكالات المطروحة على جماهير المثقفين في هذا الباب، وهو أن: (المُبدعين أُناسٌ عرفوا إبداعَهُم فجعلوه بشكلٍ نموذجيٍ، وقدموه للنَّاس، بينما غير المُبدعين عندهم إبداع وما شكلوه بشكلٍ نموذجيٍّ ولا قدموه للنَّاس).

ثم انفصل الأستاذ في عجالةٍ إلى إيضاح التمايز بين هذه الجهات الثلاث، وما بينها من تداخل وتركيب.

لينتقل بعد ذلك المحاضر إلى جوانب التلقي: فذكرها ثلاثةً: (جانب التحمُل) ويدخل فيه البحث العلمي، و(جانب الُمقارنة)، ثم (جانب التحقيق)، وخاض في هذه الثلاث بما لا يدع لمعقبٍ كلمةً، وكان من ذلك أن انتقل إلى التطبيق العملي لهذه الجوانب، وانفصل أنه يدور على محاور، فذكر منها:

(الأول): أهمية الحفظ، وأجاب فيه عن أسئلة: كيف أحفظ؟ وماذا أحفظ؟ ولماذا أحفظ؟، وبين أهمية الحفظ في كلمات بليغة بقوله: (أي شخصٍ لا يحترم جانب الحفظ يندم فيما بعد)، ثم ذكر من جوانب الحفظ: التعرف على الكاتب، والكتاب وما يلحق به من معلومات وبيانات ومميزات ونقد.

وتطرق بعد ذلك إلى (المحور الثاني) وذكر أنه مهم جدًّا، وهو: النِقاش والحِوار، وخاض الأستاذ فيه بشيءٍ من التفصيل والإسهاب والتوضيح، وضرب الأمثلة والبيان؛ إلى أن عرج في أثناء ذلك على قضية: المدارسة، وذكر بأنها أسهل الطرق لتحصيل الاستيعاب، دون أن يغفل معرفة الخلاف والمخالف ووجهته، ومثل الأستاذ في ذلك بأمثلةٍ عملية واقعيةٍ.

وقال في هذا السياق أيضا: إن الحوار له أثر كبير في تنمية قدر الفرد على التفكير بشكل منهجي بعيداً عن العنف والإقصاء، كما أنه أسلوب للتعرف على الآخر والاعتراف بوجوده وحقه في المشاركة بالرأي، وليس بالضرورة أن ينتهي النقاش إلى التوافق بين الأطراف.

وإتماما للحديث عن المحور الثاني، ذكر الأستاذ بعض أنواع الحوار، منها: المناظرة، والجدال، والنزاع، وأشار إلى أنه يجب علينا أن نتعلم ثقافة الحوار وأن نعلمها أبناءنا، وأن نعلم بأنها قائمة على مبدأ الرأي والرأي الآخر، وكيفية تبادل الاحترام عند الاستماع لهذه الآراء بشكل يخلو من التعصب والاستنقاص أو التطرف والعدوانية.

ثم انتقل إلى جانب (المُقارنة أو الفحص، أَوْ اختبار المعلومات)، فذكرها وبين أهميتها، وكيف معالجتها، والحذر من المقارنات الهدامة التي هي في خلاصتها إشغالٌ بلا ثمرةٍ.

إلى أن وصل -أكرمه الله- إلى جانب (التحقيق والتمحيص)، وأفاض في بيانها، ودلل عليها برسائل الماجستير والدكتوراه؛ إلى أن انفصل الأستاذ لخلاصة هذا المبحث بقوله: (أنَّهُ لا يُمكن أن يبني نفسِه بناءً صحيحًا حَتَّىٰ يَمُر بهذه الثلاث مراحل).

عرَّج الأستاذ عادل على بعض التوجيهات التي يذكرُها أهلُ الاِختصاص في هذا السياق، وذكر منها: الجد في التحصيل، وحثَّ عليه، والقيام بدور القائد الفعال في الآخرين وألا ينتظر ثناءً من أحدٍ، وعدم ادخار أي جهدٍ أو عطاءٍ في سبيل الوصول إلى لمطلوب، وختم بالجانب الأخير: وهو لابد من فهم اختلاف الناس في الملكات والقدرات والإمكانيات والعقول والأفهام، وذكر أنها في الناس مقسومة موزعة كالأرزاق والأعمار.

ثم انتقل الأستاذ إلى ملاحظاتٍ ونصائح لا يستغني عنها كل مفكرٍ وطالب علم يسير في طريق العلم والمعرفة، وذكر منها: القُدرة عَلى الاستيعاب العقلي، وطريقة اختصار الوقت دون خللٍ، وحَبْكِ القراءة وإتقانها الأمر الذي قاده إلى ذكر المدارس المختلفة في القراءة، ورَدَّها إلى مدرستين: مدرسة التنويع، ومدرسة التوحيد، وأوضح الأستاذ الفرق بينهما مع التمثيل.

وقبل الختام شارك ابن العم عبدالرحمن بن محمد اليحيى بمداخلة قال فيها:

يوجد كثير مِن الفوائد التي لابد منها لأي مفكر أو طالب علم سواء كان مجاله شرعيا أو علميا، ومنها:

الفائدة الأولى: هي مُتابعة المُهتمين بمجالك، متابعتهُم بحوثهم وتغريداتهم، والمراجع التي يوصون بها أو القنوات التي يشيرون إليها.

الفائدة الثانية: تدوين الفوائد، وأعني بذلك أن يقوم الشخص بتدوين أي فائدة تَمُر عليه فِي دفتر لُه أَوْ كتاب أَوْ مُذكرة سواءً انتهى مِن قراءة الكتاب كامل أم لا، أَوْ أي فائدة تَمُر عليه من أي مصدر، وسيجد أثرها بعد ذلك.

وفي الختام أنهى الأستاذ لقاءه الثامن من سلسلة لقاءات (الصالون الفكري) بالإجابة على أسئلة المستمعين التي تنوعت بين أهمية القراءة، وقُدرتها وأثرها على تخريج عالمٍ، وقيمة المجلات البحثية وفائدتها وكيفية تناولها بأسهل الطرق، وأبان الأستاذ -في سياق ذلك- بعض عوارض هذا الباب، وهو سوء النية والجدال العقيم، في نقاش مثمر عطر.

بلغ عدد المشاركين في هذا اللقاء 13 شخصا.

معـــرض الصور    
معرض الفيــــــديو
الصالون الفكري - اللقاء 8: كيف يتلقى المفكر العلم؟
  

اللقاء الـ 8 للصالون الفكري، مع أ.عادل بن أحمد... الـمـزيد