تابعونا
|
دورة بعنوان (  دورة التخطيط الشخصي. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  سلسلة التجارب : اللقاء - 6 - تجربتي في طب العيون. )   في جانب - علوم الفكر والثقافة -   دورة بعنوان (  التخطيط الاستراتيجي باستخدام بطاقة الأداء المتوازن. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  خطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  تدوين الفوائد. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  إنشاء وتشغيل متجر إلكتروني عبر أمازون السعودية. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  كيف تختار تخصصك الجامعي. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  الإكسل المالي. )   في جانب - المجال الشخصي -  

ما رأيك في تصميم الموقع ؟

قائمة الدخول
استضافة "تجربتي في القراءة"
اسم الملقي:    د. علي الشبيلي
التاريــخ:    29 ذوالقعدة 1441
المكان :    تطبيق Zoom
تحميــل الملف :     لا يوجد ملف مرفق للمنشط
تقريـر المــنشط    

إن القراءة أول سبب وصل السماء بالأرض: "اقرأ باسم ربك الذي خلق" فالقراءة تعزيز للثقة، وبناء لشخصية فاعلة، واختصار للوقت في حصد التجارب المتنوعة؛ وهي التي صيرت الشاب الصغير إذا كان قارئا في مثل معرفة الكهول والشيوخ ولهذا سمي طالب العلم شيخا.

ولأجل هذا جعلت "كفاءات "برنامج القراءة" أحد أهدافها، وأولته اهتماماً بالغا، بدءاً من عملية اختيار الكتب المناسبة من قِبل متخصصين من أبناء الاسرة وبإشراف من مجلس إدارتها، مرورا بإنشاء أندية قِراءة لجميع المراحل العمرية، وانتهاءً باللقاءات الشهرية التقويمية لقرَّاء تلك الكتب، واستضافة المثقفين والمتميزين في هذا المجال للتعرف على خبراتهم وتجاربهم، وكان آخر تلك المناشط استضافة الدكتور علي بن محمد الشبيلي بعنوان: "تجربتي في القراءة"، يوم الثلاثاء 9 ذو القعدة 1441 الموافق 30 يونيو 2020، عبر تطبيق Zoom من الساعة 9:30 وحتى الـ 11:00 مساءً.

افتتح اللقاء بمقدمة ترحيبية بالضيف واستعراض جانب من سيرته العطرة المشرفة، ومؤلفاته العلمية، واهتماماته التربوية؛ ألقاها الدكتور فهد بن محمد بن عبدالله الماجد.
استهل الدكتور علي الشبيلي حديثه بمقدمة حول أهمية مثل هذه اللقاءات، فقال: إن تلاقح العقول وسماع التجارب من أعظم ما تقضى به الأوقات، وكان العلماء يحرصون على قضية المذاكرة؛ لأن بها تبادل للأفكار، وتشارك للمعلومات، ونقل للتجارب والمعارف.
وفي الحديث عن أهمية القراءة، قال الدكتور: إن القراءة من أعظم ما يشتغل بها الإنسان فبها تبنى العقول، وتنهض الأمة، وترتقي سلم المجد، وتتفوق على غيرها من الأمم، وتتوسع المدارك، وتحصن الفرد ضد الأفكار الهدامة والمتطرفة، وتكسبه القدرة على التحليل وزيادة التركيز، وتنمي مهاراته اللغوية والفكرية.
وقال أيضا: يستحسن بالقارئ أن يكون له جدول صارم يشتمل على عناوين الكتب، وأوقات القراءة، والحد الأدنى من الصفحات المقروءة يوميا، ومع كثرة القراءة والمطالعة في الكتب سيجد القارئ نفسه يميل إلى مجال أو تخصص معين، هنا يبدأ في استكشاف نفسه فيختار المجال الذي يستهويه ويحبه؛ ولمعرفة مدى نجاعة اختياره فعليه باستشارة الخبراء والمتخصصين، وإذا أراد القارئ أن يستمر ويداوم على القراءة فليبدأ بالكتب السهلة، وبقراءة الروايات والقصص، والبحث عن صديق أو زميل يعينه على ذلك.

أشار الدكتور في هذا اللقاء إلى أهم الكتب التي تعلق بها في بدايات مسيرته وحببته في القراءة وزادت شغفه بها، وهي: كتاب الموجز وكتاب تاريخ نشر التراث العربي لمحمود الطناحي، كتاب "أ ب" وكتاب القلم للبلوي، وكتاب العصى، وكتاب ثمرات الأوراق للحموي، وكتاب غذاء الألباب للسفاريني، وكتاب المخلاق للعامري، وكناشة النوادر لعبدالسلام هارون، والدرر البهية للشوكاني، وكتب قاسم علي سعد.
ثم قال: إن الاستغراق في القراءة والاستمرار والمداومة عليها تصنع القارئ وتصقله، وتحدث فرقا بينه وبين أقرانه، ويتجلى ذلك الفرق واضحًا جدًا حتى في أقصر جملةٍ يقولها أو يكتبها، وفي طريقة تفكيره، في جُلوسه، في طبقة صوته، في تعامله، في طريقة اعتذاره، في انبهاره = ثمّة فرق واضح جدًا بين من يقرأ وبين من لا يقرأ.
ويرى الدكتور علي الشبيلي بأن كتب التخصص لا بد من قراءتها بتأنٍ وتمحيص، واستخلاص الفوائد منها وتدوينها، والتعليق على جوانب الكتاب وموضوعاته، ونقد الأفكار والمعلومات.

أسهب الدكتور في حديثه عن "الفوضى القرائية"، فقال: هناك نوعان من الفوضى: فوضى الاختيار، وفوضى المحتوى ، فوضى الاختيار: الأمر فيها يسير، ولي فيها وجهات نظر، فأرى أن الطريق إلى القراءة السديدة الرشيدة تبدأ بالفوضى، وينبغي أن يتاح قدر كبير من الحرية في المراحل الأولى في اختيار الكتب النظيفة من الخلل العقائدي والأخلاقي، فلا بأس بها بشرط ألا تطول فترتها، فذلك يؤدي إلى ذهاب العمر، وضياع المال، وضعف التحصيل، ولكن سيأتي يوم من الأيام يجد القارئ في نفسه ميلا وحبا لمجال أو تخصص يستهويه، هنا عليه أن يستزيد من القراءة في هذا المجال، وأن يرسم خطة تعينه على ذلك، ونقل في هذا كلاما للشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: "..فكل من سلك طريقا وعمل عملا وأتاه من أبوابه والطرق الموصلة إليه فلا بد أن يفلح وينجح ويصل إلى غايته، وكلما عظم هذا المطلوب تأكد هذا الأمر وتعين البحث التام عن أقوم وأمثل الطرق الموصلة إليه".

وقال أيضا: إن الفوضى النظيفة توصلك إلى مرحلة الاختيار والتخصص، فكل ميسر لما خلق له، ويستحسن بالقارئ حتى ينجو من شباك هذه المرحلة أن يستشير قارئا خبيرا يوجه له البوصلة دون تحديد كتب بعينها أو مجال محدد، ويجب على القارئ أن يحدد هدفه من القراءة وأن يمتطيها كوسيلة للوصول إلى أهدافه والتميز في تخصصه، ولا ينبغي أن يسعى خلف الشهرة وأن يقال عنه "قارئ"، وعليه أن يحرص على الاستفادة من تجارب السابقين في القراءة، فهي من الوسائل التي تعين على النجاة من فوضى القراءة.
إن من أكثر ما يقع فيه القراء اليوم من أخطاء في القراءة هو "فوضى المحتوى"، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم حينما رأى عمر بن الخطاب وفي يده صفحة من التوراة، قال له: "أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب!، والله لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني".
وأشار أيضا إلى الحذر من أن يُدخل القارئ على عقله شيئا يفسده خُلُقا أو عقيدة؛ لأن التساهل في القراءة في بعض المواضيع العقدية دون مكنة أو دربة يؤدي إلى عدم القدرة على الخروج منها، فيفسد بذلك عقله، ويتزندق فعله، أما إذا كان لدى القارئ ملكة وقاعدة معرفية متينة فله أن يقرأ في مثل هذه الكتب خاصة المتخصصون.

أشار الدكتور إلى لفتة بارعة، وهي: إن "إقرأ" بدأت ربانية فيجب أن تكون القراءة ربانية، فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: {قْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}؛ إذ يجب علينا القراءة فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، وأن نبتعد عما يسخطه من الكتب غير النافعة، ومن أراد الترويح عن نفسه فليقرأ في كتب الأدب والشعر والقصص الأدبية، ومن ذلك: كتاب نهاية الأرب للنويري.
وقال أيضا: من العبارات الجميلة التي قرأتها في القراءة، هي: "كيف يجرؤ الإنسان اليوم على إطالة العنق في المجالس والنشر في الصحف، قبل أن يجمع شيئا من البيان جمعه الطبري في تأويل آي القرآن، وقبل أن يرفع له راية مع ابن حجر في فتحه، ولم ينل بعد من رفق أم الشافعي وحنانها، ولا كان له انبساط مع السرخسي في مبسوطه أو موافقة للشاطبي موافقاته"؛ وفي هذا حث على القراءة للكبار حتى نكون كبارا، إذ ليس لائقا بالقارئ ألا يقرأ نهاية الأرب للنويري، ولا أدب الكاتب، ولا حياة الحيوان للدميري، ولا بهجة المجالس، ولا زهر الآداب، ولا ثمار القلوب، ولا الجليس الصالح الكافي، ولا عيون الأخبار، ولا كتاب الأماني لأبي علي القالي، ولا للكشكوري والمخلافي.

وعند الحديث عن محور : "كيف تبني وتكتسب عادة القراءة؟"، قال الدكتور: إن القراءة في التراجم الشخصية والذاتية ما يعين القارئ على اكتساب عادة القراءة، ومن المؤلفين الذين كتبوا في هذا المجال: الجيلاني، وأحمد أمين، وعز الدين القسام، وفي المقابل كتب الروايات ينبغي ألا يكثر الإنسان منها.
وإذا أردت أن تبني عادة في أي مجال من مجالات الحياة، فاحرص على أربعة أمور حتى تترسخ العادة فيك، وهي:
1. اجعل القراءة واضحة وظاهرة. فإن مما يعين على الوضوح في القراءة هو تحديد الكتاب الذي تريد أن تقرأه، سواء كان الكتاب ورقيا أو رقميا، ووضع خطة مُزَمنَّة بأهم الكتب التي ستقرأها في فترة زمنية محددة، فذلك مما يعين على الانضباط والالتزام، واختيار الفن أو المجال الذي تريد أن تتخصص فيه.
2. اجعل القراءة جذابة. اقرأ دائما في موضوعات أنت شغوف بها، أو مشكلة تعاني منها تريد أن تقرأ كتبا لحلها، هذه تجعلك مرتبطا بالكتاب حريصا عليه، مهتما به، تعقد صداقة قوية بينك وبينه، ولذلك يقال: الشخص الذي لا يحب القراءة، هذا شخص لم يجد الكتاب المناسب الذي يجذبه.
3. اجعلها سهلة. إن مما يعين على جعل القراءة سهلة هي الطقوس التي تسبقها، كتحضير القهوة، والمكان المناسب، وغيرها من الأسباب المعينة على ذلك.
4. اجعل القراءة مشبعة. فمما يعين على ذلك قراءة الكتب ومناقشتها مع الأصدقاء والزملاء، فلا تجعل إرهاقك يمنعك من القراءة، ولا تكمل ما لم يعجبك قراءته، وإذا شاركت ما قرأته مع الآخرين فإن ذلك مما فيه فائدة لك ولغيرك.

ختم الدكتور هذه المحاضرة بجملة من الوصايا الثمينة للقارئ، فقال:
1. نظم وقتك، واجعل وقتا للقراءة واضحا.
2. من الحيل النفسية المهمة تقسيم جلسات القراءة؛ فإن ذلك يطرد الملل ويزيد من التركيز.
3. لخص ما قرأته، واكتب في الصفحات الأولى من الكتاب.
4. ليكن لك صاحب أكثر جِدَّا منك.
5. احرص على آلات العلم، بمعنى إذا أردت أن تعرف علما أو فنا شرعيا قدمه بفهم مقاصد العلم المقروء ومعرفة مصطلحاته، ومن المعين على ذلك كتب المداخل.
6. حفظ المتون مهمة؛ لأنها تختصر عليك علماً كثيرا.
7. لا تتوسع قبل استيعاب الفن.
8. اجعل لك كناشة تكتب فيها الفوائد وتوثق في الطرائد والفرائد.

إقـرأ ألـم تسـمـع أمـيـن الـوحـي إذ *** نادى الرسـول فقـال لسـت بقـاريْ
إقــــرأ فـديـتــك يـامـحـمـد عـنـدمــا *** واجـهـت هـــذا الأمـــر باستـفـسـارِ
وفـــديــــت صـــوتــــك إذ رددتـــهــــا *** آي مـــن الـقــرآن بـاســم الــبــاري
وفـديــت صـوتــك خـائـفـاً متـهـدجـا *** تـدعـو خديـجـة أسـرعـي بـدثــاري
وفديـت صوتـك نـاطـق بالـحـق لــم *** يـمـنـعـك مـا لاقـيــت مــــن إنــكـــارِ

وفي الختام شكر الدكتور فهد بن محمد بن عبدالله الماجد المحاضر على حسن إلقائه وطرحه المتميز.
بلغ عدد الحضور في هذا اللقاء 27 شخصاً.

معـــرض الصور    
معرض الفيــــــديو
استضافة الدكتور علي الشبيلي بعنوان : " تجربتي في القراءة"
  

استضافة "تجربتي في القراءة" ، مع الدكتور علي الشبيلي ، الثلاثاء 9 ذو القعدة... الـمـزيد